بسم الله الرحمان الرحيم.نحن الان بصدد دراسة موضوع هام حير العلماء و العارفين في علوم الروحانيات الجليل لقرون مضت.وهو ( علم الطلاسم و علم الحروف الشريفين.)فمن خلال الاسم الخاص بكل انسان و انسانة يستمد هذين العلمين اساسهما. في دراسة جميع أحوال الانسان و برجه و طالعه الفلكي و الكشف عن خفاياه الروحانية وما يتخللها من قوى ظلمانية او نورانية بوضوح تام خارق للعادة . و ذلك كله استنادا الى حروف اسمه و اسم امه . اذ ان علم الحروف الطلسمية بناء علمي تركيبي شامل و عام.يستند الى القيمة الرقمية للحروف و يتخذ منها الثروة الحقيقية الوحيدة التي يولد و يستنطق منها الاسرار الروحانية المتعددة المشارب و الابعاد و الأسرار.ولا يلبث العالم الروحاني الماهر ان يراها تزداد وتنتج ثمرا لا ينقطع بفضل الله و ما أودعه من اسرار في الحروف و قيمتها(الاعداد/الطلاسم).فكما قال البوني رحمه الله(الحروف أجساد و الأرقام أرواح حية).
وكل باحث ينظر الى الحروف وقيمتها الرقمية بالشكل الذي يريده وبالوجوه العلمية التي يسلكها و يتبناها .والحروف الطلسمية الشريفة مطاوعة مع كل هذه الاختلافات و التمظهرات الفريدة و الغريبة و تستوعبها بل و تتجاوزها الى مستويات فوق ادراك الانسان مهما كان علمه(وما أوتيتم من العلم الا قليلا)صدق الله العظيم.فهي تحقق العجائب باذن الله أولا و اخرا.تخرج امل كل سائل من الامكان الى الحقيقة و الواقع. وتؤكد رغبة كل باحث حسب مبتغاه و هدفه. فعالم الحروف و الطلاسم و الاوفاق .يتخذ من الحروف ارقاما و اشكالا يستجدي بها انفعال القوى العلوية (التي تعتبر حاكمة على العوالم السفلية بأجناسها المختلفة)للتاثير على اشخاص معينين لجلب منفعة لجانبهم او دفع مضرة عنهم او ايصال اذى اليهم بشكل عام.وعلماء الزايرجة يستعلمون الحروف بابعاد مختلفة وقيم رقمية خاصة واسقاطات معينة للوصول الى جواب صحيح مدهش لأسئلة مجهولة ملغزة. ومثلهم العارفون بالله علمهم مرتبط بعلمي الحرف والعدد أيضا و له ارتباط كلي بها من خلال استنطاق الاسماء و الادعية و الايات و دخول عالم التصريف بها. فهم ينبؤؤن الناس بخلقهم ومستقبلهم من معرفة اشياء بسيطة كاسم الابويين وتاريخ الميلاد ...الخ.
فهؤلاء جميعا وغيرهم من العلماء المتصلين بعلم الحروف كعلماء التفسير
(عند الاشارة الى رموز اوائل السور )فاذا جمعت اوائل 3سور مثل:
(الرحم ن )ينطقون باسم (الرحمن) وهو من اسماء الله تعالى
وايضا علماء استخراج الروحانية الحرفية من المتصوفة وعلماء التلبيس والرمل وغيرهم مجمعون على صحة اوضاع وقواعد حرفية وابعاد نسبية و طلاسم و أوفاق وقيم رقمية للحروف. كاساس لمختلف الاعمال وطريق لجميع الاغراض باذن رب الحروف و الاعداد.والاجماع عند أهل هذا الفن كان بقوة الحروف وما لها من معاني تحير في الالباب. وهي متفرقة او مجموعة حسب طبيعة و نوع تصريفها و توظيفها الروحاني.وما لها من تصرفات واختصاصات واسرار امر لا نزاع فيه عبر التاريخ. فبعض العبرانيين يستخدمون الالفاظ العربية في ادعيتهم وتعاويذهم .كما يستعمل بعض العرب اسماءهم وتعاويذهم .وكذلك بعض الأقباط ياخذون من القران كما ياخذ بعض المسلمين من الانجيل. وقد رايت مرارا الافرنج ينقلون في كتبهم ادعية عربية وعبرانية.وهذا النقل مؤكد لصحتها و صدقها و حقيقتها الربانية.مع الاشارة الى اهميتها و فضلها الكبير.لأنها تعمل بدون رصد او شروط مرهقة للذهن و البدن.وكل هذا في الحقيقة يشير الى قيمة الحروف و الطلاسم الربانية الازلية. واهميتها في جميع الاعمال .ان الحروف و الطلاسم ببساطة هي ذلك الرداء الذي تخلعه الطبيعة علينا فيصبح علما يشير الينا بان الانسان يمثل عالما صغيرا مستقلا بنفسه.ؤ فالحروف المكونة لاسمه يمثل كل حرف منها كوكبا يظهر في سماء مجموعته الكوكبية و يدور في فلكه الصغير.وهي بجملها (حسابها و ارواحها الزكية)تمثل العالم الصغير المستقل. وذلك العالم الصغير المستقل يتقابل ويتدابر مع غيره من العوالم الاخرى المماثلة له في التكوين الشكلي.في منظومة تؤثر في بعضها البعض ايجابيا او سلبيا حسب سيرورة تشكلها الأول و الهدف المكنون وراء تصريفها.فسبحان الله و الحمد لله و الله أكبر(وقل ربي زدني علما)
